السيرة الذاتية للكاتب توفيق الحكيم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]توفيق الحكـيمأديب مصرى راحل
ولد توفيق الحكيم فى 9 / 10 / 1898 بمدينة الأسكندرية من أب مصرى كان يشتغل فى سلك القضاء
وأم من أصل تركى لها طابع صارم وذات كبرياء وإعتداد بأصلها الأرستقراطى ،
وعندما بلغ سن السابعة ألحقه والده بمدرسة حكومية ولما أتم تعليمه الإبتدائى أتجه
لمدينة القاهرة ليواصل تعليمه الثانوى ولقد أتاح له هذا البعد عن عائلته شيئا من الحرية
فأخذ يعنى بنواحى لم يتيسر له العناية بها وهو بجوار أمه مثل الموسيقى والتمثيل
ولقد وجد تردده على فرقة جورج أبيض مايرضى حاسته الفنية .
وبعد حصوله على البكالوريا التحق بكلية الحقوق نزولا عند رغبة والده الذى كان يود
أن يراه قاضيا كبيرا أو محاميا شهيرا .
وفى هذه الفترة أهتم بالتأليف المسرحى فكتب محاولاته الأولى للمسرح مثل مسرحياته
( الضيف الثقيل ، المرأة الجديدة ) وغيرهما
إلا أن أبويه كانا له بالمرصاد فلما رأياه يخالط الطبقة الفنية قررا إرساله الى باريس
لنيل شهادة الدكتوراة .
- وعندما سافر الى باريس وجد هناك ضالته حيث إرتاد المتحف والمسارح ودور السينما
هناك لإرضاء ميوله الفنية والأدبية .
وفى باريس عاصر الحكيم مرحلة المسرح بعد الحرب العالمية الأولى عندما كانت المسارح
الشعبية فى الأحياء السكنية أو مسارح البوليفار تقدم مسرحيات هنرى باتاى وهنرى برنشتن
وشارل ميريه ومسرحيات جورج فيدو الهزلية وكانت هذه المسرحيات هى المصدرالذى يلجأ اليه
الناقلون فى مصر عن المسرح الغربى وفى المرحلة الثانية تتمثل فى الحركة الثقافية الجديدة التى
ظهرت شيئا فشيئا فى فرنسا .
وتعتمد على مسرحيات أبسن وبراندللو وبرنارد شو وأندريه جيد وكوكتو وغيرهم .
وكان هناك أيضا مسرح الطليعة فى مسارح ( ألفييه كولومبييه ، والإيفر ، والأتيلييه )
فأطلع الحكيم على هذه المسارح وأستفاد منها لمعرفة النصوص المعروضة
وأساليب الإخراج فيها وحاول الحكيم خلال إقامته فى فرنسا التعرف على جميع المدارس الأدبية
فى باريس ومنها اللامعقول كما إستطاع أن يطلع على فنون الأدب هناك وخاصة المسرح الذى
كان شغله الشاغل فكان نهار أيامه يقضيه فى الإطلاع والقراءة والدراسة وفى الليالى يتردد على
المسارح والمحافل الموسيقية قاضيا فيها وقته بين الإستفادة والتسلية . كما عرف هناك أن أوربا
بأكملها أسست مسرحها على أصول المسرح الإغريقى فقام بدراسة المسرح اليونانى القديم
وقام بقراءة المسرحيات اليونانية والتى قام بكتابتها الشعراء المسرحيون اليونانيون كما أطلع على
الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة . كما أنصرف الحكيم الى دراسة القصة الأوربية
ومضامينها الوطنية مما حدا به الى كتابة قصة كفاح الشعب المصرى فى سبيل الحصول على حريته
فكتب قصة ( عودة الروح ) بالفرنسية ثم حولها فيما بعد الى العربية ونشرها عام 1933 فى جزئين .
- وفى عام 1928 عاد توفيق الحكيم الى مصر ليواجه حياة عملية مضنية فأنضم الى سلك القضاء
ليعمل وكيلا للنائب العام فى المحاكم المختلطة بالأسكندرية ثم فى المحاكم الأهلية .
وفى عام 1934 أنتقل الحكيم من السلك القضائى ليعمل مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف ثم مديرا
لمصلحة الإرشاد الإجتماعى بوزارة الشئون الإجتماعية .
وفى عام 1934 أستقال الحكيم من الوظيفة الحكومية ليعمل فى جريدة أخبار اليوم
التى نشر بها سلسلة من مسرحياته وظل يعمل فى هذه الجريدة حتى عاد من جديد
الى الوظيفة الحكومية فعين مديرا لدار الكتب الوطنية عام 1951
وعندما أنشئ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عين فيه عضوا متفرغا ،
وفى عام 1959 سافر الى باريس ليمثل بلاده بمنظمة اليونسكو لكن فترة إقامته هناك
لم تدم طويلا إذ فضل العودة الى مصر فى العام التالى مباشرة ليستأنف وظيفته السابقة
بالمجلس الأعلى للفنون والآداب ولقد منحته الحكومة المصرية أكبر وسام وهو ( قلادة الجمهورية )
تقديرا لما بذله من جهد من أجل الرقى بالفن والأدب وغزارة إنتاجه
كما منح جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1961 .
- وخلال حياة الحكيم فى مصر ظهرت لنا كتاباته الأدبية سواء كانت مسرحيات أو مقالات أو غيرها
وترك لنا الحكيم الكثير من الأثار الأدبية المتنوعة فى أساليب كتاباتها كما ترك لنا رصيد هائل من
المسرحيات التى تنوعت بين ذهنية وإجتماعية وأخرى تميل الى طابع اللامعقول .
- بالنسبة للمسرح فقد كانت أول أعماله هى التى تحمل عنوان ( الضيف الثقيل )
ثم تلاها بالعديد من المسرحيات منها على سبيل المثال مسرحية ( أهل الكهف )
وتعد من أشهر المسرحيات التى كتبها على الإطلاق وقد لاقت نجاحا كبيرا وطبعت مرتين
فى عامها الأول كما ترجمت الى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية
وهذه المسرحية هى أول العروض المسرحية التى عرضت على المسرح القومى
وكان مخرجها الفنان الكبير زكى طليمات .
ثم مسرحيات
( بيجماليون ، براكسا ، محمد ، الطعام لكل فم ، نهر الجنون )
وغيرها .
- ومن أهم مميزات مسرح توفيق الحكيم :
التنوع فى الشكل المسرحى حيث نهج فى مسرحياته الدراما الحديثة والكوميديا
والتراجيديا والإجتماعية ،
كما جمع بين المذاهب الأدبية فى كتاباته المسرحية حيث نلمس عنده
المذهب الطبيعى والواقعى والرومانسى والرمزى ،
كما إستطاع أن يستفيد من ثقافته الواسعة وإطلاعه على الثقافات الأجنبية ليعود به الى الأدب
العربى لينهل من تراثه الضخم ويوظفه فى مسرحياته ،
كما إستطاع أن يتفادى المونولوج المحلى الذى كان سمة من سـبقه وأستبدله بالحوار المشع
والحبكة الواسعة ،
كما تميزت مسرحياته بجمال التعبير وحيوية الموضوعات ،
كما تزخر مؤلفاته بالتناقض الإسلوبى فهى تلفت النظر لأول وهلة بما فيها من واقعية التفصيلات
وعمق الرمزية الفلسفية بروحها وعمق شاعريتها وبنزعة حديثة مقترنة فى كثير من الإحيان بنزعة
كلاسيكية ،
كما إستطاع أن يظهر البيئة المصرية بوضوح فى المسرحيات الإجتماعية من خلال قدرته البارعة
فى تصوير مشاكل المجتمع المصرى التى عاصرتها مسرحياته الإجتماعية فى ذلك الوقت ،
كما ظهرت المرأة فى مسرحياته على صورتين متناقضتين كان أولهما معاديا لها
بينما كان فى الأخرى مناصرا ومتعاطفا معها .
- عاصر توفيق الحكيم فى عصره عدد من عمالقة الأدب والشعر والفن والمسرح
وذلك مثل طه حسين والعقاد وأحمد أمين وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم وجورج أبيض وسيد درويش
وغيرهم من العديد من الشخصيات التى ساهمت فى إثراء الساحة الأدبية والثقافية فى ذلك الوقت .
- من أهم أعماله الأدبية :
الضيف الثقيل
العرائس
عودة الروح
محمد صلى الله عليه وسلم
يوميات نائب فى الأرياف
عصفور من الشرق
تحت شمس الفكر
أشعب
عهد الشيطان
حمارى قال لى
راقصة المعبد
نشيد الإنشاد
حمار الحكيم
من البرج العاجى
تحت المصباح الأخضر
زهرة العمر
الرباط المقدس
شجرة الحكيم
مسرح المجتمع
فن الأدب
عدالة وفن
أرنى الـلـه
عصا الحكيم
تأملات فى السياسة
الحب العذرى
التعادلية
الصـفقـة
عوالم الفرح
المرأة الجديدة
لعبة الموت
رحلة الربيع والخريف
سجن العمر
مصير صرصار
الورطة
ليلة الزفاف
قالبنا المسرحى
من كواليس الأدباء
قلت ذات يوم
رحلة بين عصرين
حديث مع الكوكب
عودة الوعى
فى طريق عودة الوعى
انا وحمارى والآخرون
ثورة الشباب
دقت الساعة
الساحرة
أنشودة الأمل
لو عرف الشباب
الكـنـز
الموت والحب
نهر الجنون
المخرج
بيت النمل
الزمار
بين يوم وليلة
السياسة والسلام
العش الهادى
أريد أن أقتل
الشيطان فى خطر
عرف كيف يموت
وقد ترجمت العديد من كـتبه ومسرحياته لعدد من اللغات .
- شغل توفيق الحكيم العديد من المناصب منها
رئيس اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للفنون والآداب ،
مقرر اللجنة لفحص جوائز الدولة التقديرية فى الفنون ،
نائب فخرى بمجلس الأدباء ،
رئيس الهيئة العالمية للمسرح ،
عضو فى المجلس القومى للخدمات والشئون الإجتماعية ،
رئيس لمجلس إدارة نادى القصة ،
رئيس للمركز المصرى للهيئة العالمية للمسرح ،
كاتب متفرغ بصحيفة الأهرام .
- كما حصد على العديد من الجوائز منها
قلادة الجمهورية عام 1957 ،
جائزة الدولة فى الآداب عام 1961 ووسام الفنون من الدرجة الأولى ،
قلادة النيل عام 1975 ،
الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975 ،
أطلق إسمه على فرقة ( مسرح الحكيم ) من عام 1964 حتى عام 1972 ،
أطلق إسمه على مسرح محمد فريد إعتبارا من عام 1987 .
- وفى 26 / 7 / 1987 غربت شمس من شموس الأدب العربى الحديث
و رمز من رموز النهضة الفكرية العربية ،
شمس سيبقى بريقها حاضرا فى العقلية العربية جيلا وراء جيل من خلال الإرث الأدبى
والمسرحى الذى أضافته للمكتبة العربية .
فقد رحل كاتبنا وأديبنا الكبير عن عمر يناهز التسـعون عاما
بعد حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامها الذهن .
الى اللقاء مع أديب اخر من أدباء مصر